وإني ليدعوني السلو فأنثني

 

وإني ليدعوني السلوّ فأنثني

أبِيّاً ويدعوني الهوى فأُجيبُ

وأرتابُ اشفاقاً عليك ولم يكن

والشفيق مريبُ

بنفسي حبيبٌ لا يملّ قطيعتي

على أنَّه ما كان فهو حبيبُ

أَتَت نُوَبُ الأيام بيني وبينَه

وحالت عوادٍ دونَهُ وخطوبُ

وإني لأرجوه على بُعد داره

وإن بعيداً نِلتُهُ لَقَريبُ

 

حيا الحيا وطناً بإربل دارساً

حَيّا الحيَا وَطَناً بإربل دارساً

أخنَت عليه حوادثُ الأيّامِ

أقوَت مرابِعُهُ وأوحشَ أُنسُهُ

وخَلَت مراتعهُ من الآرام

عُنِيَ الشتاتُ بأهله فتفرقوا

أيدي سَبا في غير دار مقام

إن يُمسِ قد لعبت به أيدي البِلى

عافي المعاهد دارسَ الاعلام

فلكم قضيتُ به لُبانات الصِّبا

مَعَ فِتيَةٍ شمِّ الأنوفِ كرامِ

 

وأهيف كالبدر لمَّا استتمَّ

وأهيف كالبدر لمَّا استتمَّ

خَمساً وخمساً إلى أَربَعِ

أتاني على غفلةٍ زائراً

وبات سميري في مضجعي

فيا ليل بالله لا ترتحل

ويا فجر بالله لا تطلع

يا جور هذا الدهر من ظالم

يا جور هذا الدهر من ظالم

لا يعرف الانصافَ في الحكمِ

فما اكتفى بالظلم حتى بدا

يُلزمنا الشكرَ على الظلم

رماني الدهرُ بالنَكَبات حتى

رماني الدهرُ بالنَكَبات حتى

يئستُ لِما أُكابِدُ من نجاتي

فما زلتم بلطفِكُمُ إلى أَن

سَلَلتُم من يَدَي أَجَلي حياتي

أحبابنا ما زال داعي النوى

أحبابنا ما زال داعي النوى

يهيجُ للأنفسِ أشواقها

فما رأت عيني فيما رأت

بعدكمُ من حَسَنٍ راقَها

لا تتعرض لنا فإنَّ لنا

لا تتعرض لنا فإنَّ لنا

لواحظاً زانَ سحرها المَرَضُ

إذا أصابت بنظرةٍ أحَداً

فما له عن حياته غرض

كم من جريحٍ بسهم مقلتها

جراحُه ما تزال تَنتَقِضُ

روحي فداك أغن مقتبل الصبا

روحي فداك أغن مقتبل الصبا

عبثَ السقامُ بطرفهِ وبخصرِه

قَمَرٌ أعار الروض منه محاسناً

زادت عليه نضارة في

فَلِبانهِ الميّال عطفة قَدِّه

ولنَورِه المختال رقَّة ثغرِه

يا ربّ أنت الله حلمك صافح

يا ربّ أنت الله حلمك صافح

عن كلّ جانٍ عُذره مُتَعَذَّرُ

إنّي وإن كَبُرت ذنوبي مُطعمي

في حُسنِ عفوكَ أنّ عفوكَ أكبرُ

كل يوم لنا من الدهر خطبٌ

كل يوم لنا من الدهر خطبٌ

يتخطّى الورى ويخطو إلينا

ليت نُعمى أيّامنا مثل

بؤساها فيومٌ لنا ويومٌ علينا

يا مَن تجنّى ظالماً

يا مَن تجنّى ظالماً

وقسا عليَّ فما يلينُ

ما كنتُ أسحب إذ

مثلك في ملاحته يكونُ

إنَّي أغار عليك أن

تجني محاسنك العيونُ

وفى ليَ دمعي يوم بانوا بوعده

وفى ليَ دمعي يوم بانوا بوعده

فأجريتُه حتى غرقتُ بمدّه

ولو لم يخالطه دمٌ غالَ لونَه

لما مال حادي العيس عن قَصدِ وِردِه

أأحبابنا هل ذلك العيش راجعٌ

بمقتبل غضّ الصبا مُستَجدِّهِ

زماناً قضيناه انتهاباً وكلنا

يجرُّ إلى اللذات فاضل بُردِه

دانّ على الماء بالذي ترِدونَه

غزالاً بجلد الماء رقة جلده

يغار ضياء البدر من نور وجهه

ويخجل غصنُ البانِ من لين قَدِّه

أراكم فأعرض عنكم وبي

أراكم فأعرض عنكم وبي

من الشوق ما بعضُه قاتلُ

وما بي ملالٌ ولا جفوةٌ

ولكنني عاشقٌ عاقلُ

وعيشك ما طرفي الكليل بناظرٍ

وعيشك ما طرفي الكليل بناظرٍ

سواكَ ولا سمعي بمُصغٍ لعاذلِ

ولا حُلتُ عمَّا قد عهدت وإنني

مشوقٌ وإن خابت لديك وسائلي

ولكنني لمَّا سمحتَ بجفوةٍ

وأسعفتَ عُذّالي بطيب تواصل

صرفتُ هواي عنك كي لا يرى العدى

خضوعي وتسآلي إلى غير باذلِ

وأقصرتُ عمَّا قد عهدتَ وزاجرٌ

من النفس خيرٌ من عتاب بالعواذل

أزوركم فتكاد الأرضُ تُقبض بي

أزوركم فتكاد الأرضُ تُقبض بي

ضيقاً فأرجع من فوري فتتسعُ

خدعتموني بما ابديتموه من الح

سنى وأكثر أسباب الهوى الخُدَعُ

حتى إذا علقت كفّي بكم ثقةً

اسلمتموني فلا صَبرٌ ولا جَزَعُ

يغرني جَلَدي الواهي فأتبعه

غيّا وينصح لي شوقاً فامتنع

ليت الهوى كان لا قطعاً ولا صلةً

فلم يكن فيه لا يأسٌ ولا طَمَعُ

وافى كتابُك يا مولاي مشتملاً

وافى كتابُك يا مولاي مشتملاً

على رياض معاذٍ نَشرُها أرجُ

فكان أحسن من سحر تُقَلِّبُه

أجفانُ ظَبي مراضٍ حَشوُها غَنَجُ

إذا بدا قيَّد الأبصارَ منظرُه

فما لإنسانِ عينٍ عنه مُنعَرَجُ

فَبِتُّ أشفي به داءً تَضَمَّنَهُ

جوانحٌ بات فيها الهَمُّ يَعتَلجُ

يا من تغيَّرتِ الدنيا لِبُعدهم

فكُلُّ رَحبٍ فسيحٍ ضَيِّقٌ حَرِجُ

استودعُ الله عيشاً مرَّ لي بِكُمُ

يرتاحُ قلبي لذكراهُ ويبتهجُ

ما راقني بعدكم شيءٌ سُررتُ به

فكُلُّ مستحسنٍ في ناظري سَمِجُ

تذكَّرنيك الريحُ مَرَّت عليلةً

تذكَّرنيك الريحُ مَرَّت عليلةً

على الروض مطلولاً وقد وَضَح الفَجرُ

وما بَعُدت دارٌ ولا شطَّ منزلٌ

إذا نحن أدنَتنا الأمانيُّ والذِكرُ

وَبِتنا جميعاً وبات الغيورُ

وَبِتنا جميعاً وبات الغيورُ

يعضُّ يديه علينا حَنَق

نودُّ غَراماً لو أنَّا نُباعُ

سَواد الدجى بسواد الحَدَق

يا ليلةً حتى الصباح سهرتُها

يا ليلةً حتى الصباح سهرتُها

قابلتُ فيها بَدرَها بأخيهِ

سمحَ الزمانُ بها فكانت ليلةً

عَذُبَ العتابُ بها لمجتذبيه

أحييتُها وأمَتُّها عن حاسدٍ

ما هَمُّهُ إلاَّ الحديث يَشيه

ومُعانقي حُلو الشمائل أهيفُ

جُمِعَت ملاحةُ كُلِّ شيءٍ فيه

يختال معتدلاً فإن عبث الصبا

بقوامهِ مُتَعَرِّضاً يثنيه

نَشوان تهجم بي عليه صبابتي

وبردُّني وَرَعي فاستحييه

عَلِقَت يدي بعذاره وبخدِّه

هذا أُقَبِّلهُ وذا أجنيه

لو لم تخالط زفرتي أنفاسُه

كانت تنمُّ بنا إلى واشيه

حَسَدَ الصباحُ الليلَ لما ضَمَّنا

غَيظاً فَفَرَّقَ بيننا داعيه

لا تخدعَنَّك سُمرَةٌ غَرّارةٌ

لا تخدعَنَّك سُمرَةٌ غَرّارةٌ

ما الحسنُ إلاَّ للبياض وَجِنسِهِ

فالرمحُ يقتل بعضُه من غيره

والسيفُ يقتلُ كُلُّه من نَفسِهِ

الشاعر ابن المستوفي

مباركبن أحمد شرف الدين اللخمي الإربيلي م 1169 - ت. 1239) ، مؤرخ إسلامي مشهور من أربيل ، من مواليد قلعة أربيل القديمة. كتب في عدة مجالات: التاريخ والأدب واللغة. تحفته عبارة عن كتاب من أربعة مجلدات من (تاريخ أربيل)

قال عنه ابن خلكان في كتابه "وفيات العيان": "كان رجلاً كريماً ، كان له تواضع كبير ، وكرم واسع ، فكل فاضل زار أربيل سارع لزيارته ، وكان له فضائل عظيمة ، وكان على دراية بالعديد من الفنون". 

ولد في قلعة أربيل ونشأ في بيت القيادة والعلم ، وكان والده وعمه معلميه عندما بدأ تعليمه ، وشجعه والده على الذهاب إلى علماء أربيل لمواصلة تعليمه. درس البلاغة ، وتعلم كل ما يتعلق بها ، كما اهتم بعلوم اللغة والأدب.

كان شاعراً ووزيراً في أربيل ، وكان وزيراً لمظفر الدين كوكبوري ، محافظ أربيل في عهد السلطان صلاح الدين ، ومن ثم حاكماً مستقلاً لأربيل. 

في عام 1236 ، بعد وفاة كوكبوري ، انتقل ابن المستوفي إلى الموصل بعد إقالة المغول لأربيل ، وعاش هناك حتى وفاته عام 1239.

اعمال ابن المستوفي

 

تاريخ أربيل: المسامى نبهة البلد الخامل برجل وارده من الأمثال ، أربعة مجلدات.
كتاب النظام في شعار المتنبي وأبي تمام عشرة مجلدات.
كتاب اثبة المحصل في نصبت ابيات المفصل مجلدين.
كتاب سر صنعاء
كتاب ابا قمش ، مجموعة من الأدب والنوادر.
كتاب أحكام النجوم
كما كتب مجموعة من القصائد.