عَذلُ العَواذِلِ حَولَ قَلبِ التائِهِ


وَهَوى الأَحِبَّةِ مِنهُ في سَودائِهِ
يَشكو المَلامُ إِلى اللَوائِمِ حَرَّهُ
وَيَصُدُّ حينَ يَلُمنَ عَن بُرَحائِهِ


وَبِمُهجَتي يا عاذِلي المَلِكُ الَّذي


أَسخَطتُ كُلَّ الناسِ في إِرضائِهِ
إِن كانَ قَد مَلَكَ القُلوبَ فَإِنَّهُ
مَلَكَ الزَمانَ بِأَرضِهِ وَسَمائِهِ
الشَمسُ مِن حُسّادِهِ وَالنَصرُ مِن
قُرَنائِهِ وَالسَيفُ مِن أَسمائِهِ
أَينَ الثَلاثَةُ مِن ثَلاثِ خِلالِهِ
مِن حُسنِهِ وَإِبائِهِ وَمَضائِهِ
مَضَتِ الدُهورُ وَما أَتَينَ بِمِثلِهِ
وَلَقَد أَتى فَعَجَزنَ عَن نُظَرائِهِ

 

قصيدة متنبي

 

شرح قصيدة عذل العواذل

 

 

 

 

شرح الواحدي : قال الواحدي: التائه الذاهل المتحير. وسوداء القلب الحبة السوداء في جوفه كأنها قطعة كبد. يقول لوم اللوام حول قلبي وهوى الأحبة في داخله فليس يبلغ اللوم إلى حيث بلغه الهوى. وفي هذا رائحة من قول الآخر، تغلغل حيث لم يبلغ شراب، ولا حزن ولم يبلغ سرور، والصحيح رواية من روى قلب التائه على إضافة القلب إلى التائه نفسه ومن روى قلبي بالياء جعل التائه من صفة القلب ولا يقال تاه قلبه. وقوم

قالوا المعنى أن قلبي يتيه على عذلهم فلا ينقاد له من التيه بمعنى الكبر وليس هذا بمستحسن ولا مختار.

شرح ابن سيده : اي إن الملامة لا تتعى سمعي؛ ولا تصل إلى فؤادي، لأن حره يمنعها من ذلك، فهي تتفادى منه. ويعتذر إلى اللوائم من قصوره عن الوصل إليه، بما يتوقعه من ناريته. والكلام شعريٌّ لا حقيقة، لأن الملا عرض، والعرض غير حاس فيشكو. وإنما تشكو الجواهر ما يلحقها من العَرَض. وشبه أبو الفتح هذا بقول كثير:

  ذَهوبٌ لإعتاق المئينَ عَطاؤه  غلُوبٌ على الأمرِ الذي هو فاعلُ   

 

  (ويصد حين يلمن عن برحائه)      شرح الواحدي : قال الواحدي: ترك النسيب وعد إلى المديح وعنى بالملك سيف الدولة، يقول أفدى بنفسي من لم أسمع فيه عذل من هو أعذل منك أي لم أدعه ولم آت غيره وأسخطت عاذلي في حبه وخدمته حتى أرضيته.

 

شرح التبريزي : قال التبريزي عن ابي الفتح: يقول: ليس عجباً أن يملك القلوب هذا الحبيب، لأنه ليس كسائر الأحبة المعشوقين، إنما يُحبُّ هذا لجلالة قدره.
وبالغ بذكر السماء، كأنه من قول الفرزدق:

 

  أخذْنا بآفاق السماء عليكُمُ 

لنا قمراها والنجومُ الطوالعُ 

 

 

 

 

 

 

تفسير أبيات المعاني(أبي مرشد المعري) : قال ابو المرشد سليمان المعري: قال الشيخ ابوالعلاء: السيف من أسمائه يعني اللفظة دون جوهر السيف لأن الحديد جوهر ولا يكون أحد الجنسين في الآخر.

 

شرح الواحدي : قال الواحدي: يقول أين حسن الشمس من حسنه وأين النصر من آبائه. أي أنه أشد إباء للذل من النصر وصاحب النصر يأبى الذل وأين مضاء السيف من مضائه أي أنه أمضى من السيف.

 

شرح المفسر لإبن جني : والعجز من بيت المتنبي معنى الصدر مكررا