قصيدة حب

حسن كامل الصيرفي » سألته التقبيل في خده

سَأَلتُهُ التَقبيلَ في خَدِّهِ

كَم قُبلَةً مِن بَعدِ طولِ الغِيابِ

فَقالَ كَم تَرجو فَقُلتُ أَعطِني

عَشراً وَما زادَ يَكونُ اِحتِسابِ

وَمُذ تَعانَقنا وَقَبَّلتُهُ

عَدَدتُ لِلسَبعِ بِغَيرِ اِتِيابِ

وَقَبلَ أَن آتي عَلى تِسعَةٍ

غَلِطتُ في العَدِّ وَضاعَ الحِسابِ

ألا في سبيل الله ما حل بي منك

أَلا في سَبيلِ اللَهِ ما حَلَّ بي مِنكَ

وَأَنتَ لَفي حِلٍّ بِما شِئتَ مِن فَتكِ

وَما الصَعبُ إِلّا حُبُّكَ الصَدُّ وَالجَفا

وَصَبَّرَكَ عَنّي حَيثُ لا صَبرَ لي عَنكِ

وَتَرَكَكَ جِسمي بَعدَ مُهجَتي

حَرامٌ إِذا ما كُنتُ عَبدَكَ بِالمُلكِ

وَمِن سوءِ حَظّي تَركُهُ بَعدَ ذا القَلا

ضَئيلاً فَهَلّا كانَ مِن قَبلُ ذا التُركِ

فَهَل حاكَمَ في الحُبُّ يَحكُمُ بَينَنا

إِذا ماسَ مِنكَ القَدُّ لَم يَرُم بِالشَكِّ

يَقومُ لَهُ دَمعي بِإِثباتِ ما جَرى

وَيَأخُذُ لي حَقّي وَيُنصِفَني مِنكِ

لاموا على صبي الدموع كأنهم

لاموا عَلى صَبيِ الدُموعِ كَأَنَّهُم

ظَنّوا المَلامَ وَسيلَةً لِرُجوعي

وَأَتوا رِياءَ مُقسِمينَ بِأَنَّهُم

لا يَعلَمونَ صَبابَتي وَوُلوعي

فَأَجَبتَهُم وَعدَ الخَيالِ بِزَورِةٍ

كَما زَكَت نارُ الجَوى بِضُلوعي

وَأَخافُ أَن تَمتَدَّ عِندَ قُدومِهِ

أَفَلا أَرِشُ طَريقَهُ بِدموعي