في546 صفحة من القطع المتوسط، تنسج "رواية فتاة من بابل" ثوبا مزهوا بالحب والقهوة والنور والثورة، تشع فيها لندن تماما كما هي بطلة الرواية ومحورها (نور)، تتحرك نور بفاعلية لا تفتر، تتنقل من مغامرة الى اخرى، ممسكة بكل خيوط وثيمات الرواية من مبتدئها وحتى المنتهى، في رحلة تستدعي فيها هواجس العقل والقلب والروح.

وبفلسفة واضحة لا يخطؤها القارئ، يمثل الحب رداءً صوفيا حصينا يرتديه ويتزين به (نور وضياء) الشخصيتان الرئيسيتان في الرواية. فتاة من بابل كعنوان للرواية، انعكاس للرغبة الجامحة التي تعتري نور بالعودة الى مسقط راس العائلة، تلك التي تمثل اصل حضارة العراق المشرقة، وحافزها في دراسة الاثار، وباعثها على المغامرة حتى لو كلفها ذلك خسارة الحبيب والتعرض لخطر القتل او الخطف والوقوع في فخ المتاعب والملاحقة.
رواية فتاة من بابل
تتنقل الرواية بخفة ورشاقة ما بين الحبكة الرئيسية التي تتمحور حول العلاقة المعقدة بين نور وضياء وبين عدد من الحبكات الفرعية التي تتدخل بطريقة سلسة لتساهم في تصعيد وتيرة الحبكة الرئيسية. احداث تشرين الاخيرة في العراق، تحتل مكانا بارزا في السرد والحوار الروائي، عودة نور الى بابل هو ترميز لاشتعال الامل في نفوس الشباب العراقي في الغربة كما في الداخل.

الرواية تستدعي الكثير من القيم الاخلاقية والانسانية والدينية وتترجمها بلغة المعقول الاجتماعي في اطار من المرونة والاصرار والامل الدائم بالعودة الى الحبيب والوطن معا.