تقييم كتاب ثلاثية الأجراس (الملهاة الفلسطينية)

في مشروعهِ "الملهاة الفلسطينية" يسرد الكاتب إبراهيم نصرالله تاريخ بلادنا لقرنٍ من الزمن,#ثلاثية_الأجراس هي ثلاث روايات جديدة أضيفت للملهاة وهي –برأيي- تختلف كليا عم سبقها من روايات في هذا المشروع الرهيب.
مراجعة لكتاب كتاب ثلاثية الأجراس
في هذه الثلاثية يتطرق نصرالله للحياة اليومية,قصص الحب والتضحية, قصص الإبداع والتحدي النسائي في فلسطين ويركز الكاتب على النضال المسيحي ما قبل عام 1948 حتى آواخر الثمانينيات (الإنتفاضة).
الرواية الأولى :
ظلال المفاتيح هي رواية تتحدث عن شخصيتان مركزيتان بين جندي وفيما بعد يصبح قائد كتيبة عسكرية وإمرأة فلسطينية تجمعهم الظروف لأول مرة في إسطبل البيت حيث فرَ الجندي إبن الأعوام السبعة عشر الخائف من الثوّار.
تدور الأحداث وتنقلب الموازين الجندي الصغير يصبح قائد كتيبة والإمرأة تصبح عجوز قد هُجّرَت من قريتها فكيفَ سيكون اللقاء بعد كل هذه الأعوام بينهما؟
الرواية الثانية:
سيرة عين وهي من أهم أعمال نصرالله في الملهاة الفلسطينية, تتناول الرواية قصة كريمة عبود أول إمراة فلسطينية وعربية تمتهن التصوير وتعمل في استوديوهات خاصة بها موزعة بين الناصرة,حيفا,القدس وبيت لحم.
في هذه الرواية سوف تتنقل مع كريمة وتحدياتها كإمراة عربية في كسر القواعد والعادات العربية الفلسطينية ستشعر أنك تريد أن تُمسكِ بأول كاميرا تصادفها وتبدأ التصوير بعينٍ جديدة,بعين كريمة عبود.
الرواية لها أبعاد كثيرة ومنها النضال النسائي المُتَمثّل في شخصية كريمة,أحبب كريمة وجعلتني الرواية أبحث أكثر عن هذه الشخصية التي يجب أن تحظى بمكانة أعلى في مجتمعنا ويا حبذا لو هذه الرواية تنقتل لفيلم سينما.
الرواية الثالثة وهي الأكبر: دبابة تحت شجرة عيد الميلاد.
تسرد أحداث منطقة بين لحم وخاصة بيت ساحور على مدى أكثر من 70 عامًا,شخصية الضابط العسكري من رواية ظلال المفاتيح ترجع إلى الأحداث في هذه الرواية بشكل رئيسي وأيضًا كذلك كريمة عبود ولكن بشكل أقل.
الرواية تتركز في أحداث الإنتفاضة والعصيان المدني الذي ضغط بهِ أهل بيت ساحور وكان إحدى الأسباب لإنهاء الإنتفاضة,عن قصص الحب والخيانات, عن المعتقلات والموسيقى عن الحياة تحت جناح السلام والحرب.
تلخيصي لهذه التجربة أن إبراهيم نصرالله مجددًا يجعلني أبحث أكثر وأكثر في أحداث هذه البلاد وتاريخها وأنا لا أحبذ أن أقرأ كتب التاريخ لكن الملهاة الفلسطينية تجعلني أبحث في التاريخ بشكل ممتع ومنظم أكثر.
أتمنى أن تعجبكم المراجعة ويسعدني النقاش حول أحداثها .
معلومات عن كتاب ثلاثية الأجراس
طول النسخة: 1257 صفحة
الناشر: الدار العربية للعلوم ناشرون؛ 1 طبعة (15 مارس 2019)
تاريخ النشر: 15 مارس 2019
البائع: Amazon.com Services LLC
اللغة: عربي
ASIN: B07RTHQW42
مقييم جديد
ثلاثية الاجراس للكاتب ابراهيم نصر الله
تحت عنوان "ثلاثية الأجراس"، صدر للروائي إبراهيم نصر الله، الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) العام 2018، عمل ملحمي جديد، عن الدار العربية للعلوم في بيروت وتعد هذه الثلاثية ضمن ملحمة الكاتب ابراهيم نصر الله والتي سماها الملهاة الفلسطينية التي كتبهه عبر سنوات عدة وهي اثنى عشر كتابا بدءا بزمن الخيول البيضاء وانتهاءا بثلاثية الاجراس
وتقسم الى ثلاثة كتب «ظلال المفاتيح» عار إسرائيل يلاحق جنوده.. ــ سيرة عين قصة مواجهة تزييف الصهيونية أن فلسطين أرض بلا شعب من خلال المصورة كريمة عبود ــ دبابة تحت شجرة عيد الميلاد التي وثقت احداث الانتفاضة الاولى وتحدثت عن التاريخ الفلسطيني من ثورة البراق 1996- الى ما بعد الانتفاضة والتغييرات الجذرية التي حدثت بعد الانتفاضة
1. ظلال المفاتيح : وصمود المراة الفلسطينية
مجمل القصة يدور حول مريم" التي تتجسد فيها ذاكرة القضية الفلسطينية منذ النكبة وحتى الوقت الحاضر، وتتناول أحداث 1948 وتهجير الفلسطينيين وقتلهم ومحاصرة قراهم وهدم بلداتهم، وحتى قصة إيواء مريم لجندي إسرائيلي استجار بها طالبا المأوى والأمان ومقارنتها بينه وبين ابنها عمر.
اما رمزية الكتاب ولماذا صنف ضمن الملهاة الفلسطينية ذلك لانها ترمز الى ظلال مفاتيح البيوت ورنات أجراسها وشوق اهلها لتلك البيوت والذكريات تلك القرى والبلدات التي اصبحت اثرا بعد عين وعلى اصحابها ان يصبجو لاجئيين ويعيشو ضمن المخيمات حياة فققر وتشرد وجسدت مريم ذلك من خلال نافذة البيت
فهي تبرز الصراع الفلسطيني منذ 1948 الى اليوم بين الوطن الاصلي والوطن البديل ندرك أن مريم رمز للمراة الفلسطينية التى حملت النكبة فوق رأسها وابتلعت مرارة الهزيمة وحاربتها بالذاكرة، المرأة التى حملت مفتاح منزلها ولم تجد أقيم منه قلادة تزين جيدها حتى تسلمه لمن يحفظ الحكاية من الأبناء والأحفاد بعدها، مريم نموذج كتب عنه الكاتب ليحقق الهدف الثانى من مشروع الملهاة قائلا: «إذا ما سجلنا الحكاية الفلسطينية فعلا نحن نسيناها، فكل ما ننساه يصبح لأعدائنا بالنسيان».
2. سيرة عين عن قصة المصورة كريمة عبود
" فتحضر فيها شخصية المصوِّرة الفلسطينية الرائدة كريمة عبود (1893ـ1940)، على أكثر من مستوى: ففي النصف الأول من القرن الماضي، استطاعت كريمة عبود أن تخترق واقعاً نمطيّاً احتكر فيه الرجال فنَّ التصوير الفوتوغرافي، وبهذا استحقت أن تنال لقب رائدة التصوير في فلسطين والعالم العربي، واستطاعت أن تحقق المعنى العميق للصورة باعتبارها فنًّا، وهذا ما رسخ ريادتها أكثر؛ هذه الريادة التي باتت موضع تقدير في العالم كله اليوم. واستطاعت كريمة أن تخترق الواقع الاجتماعي بتمرّدها على الصورة التقليدية للمرأة، وهي تحقق حضورها القوي كفتاة وامرأة قادرة على انتزاع حريتها وانتزاع الاعتراف بحقها، بحيث يمكن أن نعتبرها واحدة من النهضويات اللواتي حققن حرية المرأة قولا وإذا كانت هذه الرواية عن ذلك كله، فهي أيضا عن فن التصوير نفسه، وحكاية عائلة أصيبت في أعمق أعماقها بلعنة الاستعمار البريطاني ومن ثمَّ الصهيوني الذي ابتليت بهما فلسطين
وفعلا.
بنهاية الأحداث نكتشف أن كريمة عبود نموذج آخر لامرأة فلسطينية حفظت الذاكرة من خلال عينها التى استطاعت أن تلتقط أكثر من ألف صورة تحفظ التاريخ والحكاية، بالإضافة إلى أن هذا النوع من الروايات يحلق من خلاله «نصرالله» بعيدا عن صورة المخيم والتهجير وحواجز الاحتلال التى شوهت الصورة الفلسطينية ليثبت حقيقة واحدة، أن هذا الاحتلال شيء على هامش التاريخ الفلسطينى مصيره هو الزوال.
3. دبابة تحت شجرة عيد الميلاد توثيق احداث انتفاضة الحجارة يوما بيوم
وتذهب رواية "دبابة تحت شجرة عيد الميلاد"، ، لتأمّل حال فلسطين على مدى 75 عاما، بدءا من الحرب العالمية الأولى، حتى نهاية الانتفاضة الفلسطينية الأولى، متتبعة ما عاشته فلسطين من تحولات.
رواية أجيال، تدور أحداثها في بيت ساحور، بيت لحم، القدس، وغيرها من المدن الفلسطينية. وبقدر ما هي رواية المدينة الفلسطينية التي تنهل من تاريخ الوطن، بقدر ما هي حكاية حب غير عادية، ورواية عن الموسيقى، والغناء، والفن والثقافة، والدور الطليعي للشعب الفلسطيني، إنسانيا ونضاليا، وجماليا، والدور المسيحي في النضال الفلسطيني، وتجلياته المختلفة، وذلك الإنجاز الكبير الذي حققته مدينة بيت ساحور عبر عصيانها المدني الخلّاق خلال الانتفاضة الأولى. كما تقدِّم رواية الأجيال هذه، عبر شخصياتها التي لا تُنسى، الأساليبَ التي اتّبعتْها الصهيونية للسيطرة على فلسطين
كتب «نصر الله» هذا الجزء ختاما للثلاثية لكي يجيب على كافة الاسئلة التي تخطر ببال القارئ حول الوضع الفلسطيني من 1936 الى الانتفاظة الاولى 1987 وما حصل بعدها من تغييرات جذرية في المجتمع الفلسطيني .
بالرغم من أن هذه الرواية تجمع العديد من الأحداث وترصد أصولها ومصيرها فإنها توقفت طويلا أمام أحداث الانتفاضة الفلسطينية الأولى، فمن الممكن أن يعتبرها القارئ توثيقا لأحداث الانتفاضة يوما بيوم فى بيت ساحور تلك المدينة التى ضربت مثالا فريدا من نوعه فى البسالة والصمود أمام قوة الاحتلال.
تحدث ابراهيم عن الجهود الذي بذلها اهل المدينة للصمود و الاستغناء عن الخدمات الشحيحة التى يقدمها الاحتلال، وأن توفر احتياجات أهل القرية رغما عن الحصار الذى تعرضت له وقرارات حظر التجوال التى راح ضحيتها المئات.
كما تحدث عن سياسة العقاب الجماعي الذى قام به الاحتلال ضد أهالى البلدة، والذي تكررفي الانتفاضة الثانية سنة 2000 وكان اسوا من العقاب الاول وقد استشهد الكاتب خلال الأحداث بالعديد منها نقلا عن صحف عالمية ومحطات تليفزيونية أيضا، بالإضافة إلى الحكايات التى استمع إليها الكاتب بشكل مباشر أثناء زيارته للمدينة فى الفترة بين عامى 2009 ــ 2016.
تنتهى أحداث الرواية باستسلام قوات الاحتلال وتراجعهم عن حصار المدينة وإلغاء قرار حظر التجوال بعد أن فقدت البلدة المئات من أبنائها لكنها لم تفقد إرادتها فظلت إلى الآن من أهم رموز المقاومة.
وبنهاية الثلاثية التى وثق الكاتب فى صفحاتها الأخيرة جميع المصادر التى ساعدته على كتابة أحداثها يؤكد الكاتب أننا فى كل يوم نفقد مواطنا فلسطينيا بطريقة أو بأخرى لكنه يرحل ويترك تاريخه، حكايته، صورته، ثلاثة أجراس تدق فتذكرنا أنه كان ولا يزال هنا رحل لكن بقى ظله حى إلى الأبد.
.