قصيدة أنتظرها

 

“بكوب الشراب المرصع باللازورد.... انتظرها
على بركة الماء حول المساء وعطر الكولونيا.... انتظرها
بصبر الحصان المعدّ لمنحدرات الجبال.... انتظرها
بذوق الأمير البديع الرفيع..... انتظرها
بسبع وسائد محشوة بالسحاب..... انتظرها
بنار البخور النسائي ملئ المكان.... انتظرها
برائحة الصندل الذكرية حول ظهور الخيول..... انتظرها
ولا تتعجل،فإن أقبلت بعد موعدها فانتظرها
وان أقبلت قبل موعدها فانتظرها
وان أقبلت عند موعدها فانتظرها
ولا تُجفِل الطير فوق جدائلها وانتظرها
لتجلس مرتاحة كالحديقة في أوج زينتها.... وانتظرها
لكي تتنفس هذا الهواء الغريب على قلبها.... وانتظرها
لترفع عن ساقها ثوبها غيمة غيمة.....و انتظرها
وخذها إلى شرفة لترى قمرا غارقا في الحليب وانتظرها
وقدم لها الماء قبل النبيذ ولا تتطلع إلى توأمي حجل نائمين على صدرها وانتظرها
ومُس على مهل يدها عندما تضع الكأس فوق الرخام كأنك تحمل عنها الندى وانتظرها
تحدث إليها كما يتحدث نايٌ إلى وترٍ خائف في الكمان كأنكما شاهدان على ما يُعِد غد لكما وانتظرها
إلى أن يقول لك الليل لم يبقى غيركما في الوجود، فخذها إلى موتك المشتهى وانتظرها”